شركة سيارات تسخر من العرب لترويج منتجاتها!
د. عبدالعزيز حمد العويشق
منذ فترة ليست بعيدة، كان مجرد قيام شركة بأي تعامل مع إسرائيل كافياً لمقاطعتها في الدول العربية. بالطبع لم يعد ذلك قائماً، وربما ليس مطلوباً. أما أن تقوم شركة بالسخرية من العرب - ومن الخليجيين على وجه الخصوص - في إعلاناتها الترويجية في إسرائيل، فهذا يدل على أن الأمور قد تعدت الحدود في الاتجاه الآخر.
وفي ظني أن الأمر يتطلب تدخلاً جاداً مع الشركة لوقف هذا الإعلان، وتصحيح اعتقادها المغلوط بأنه بإمكانها أن تستخدم أكبر عملائها - عرب الخليج - كمادة للسخرية لترويج سياراتها في إسرائيل.
وليس أقدر وأكثر تأثيراً على الشركة المصنّعة التي أقرت الإعلان من وكلائها في الدول العربية، وفي دول مجلس التعاون على وجه الخصوص، حيث تُعتبر سيارات هذه الشركة من أكثر السيارات شعبية ومبيعاً.
والإعلان الذي أشير إليه يروج لسيارة من النوع الاقتصادي الذي لا يستخدم كثيراً من البنزين، ولكنه يلجأ إلى إثارة الغرائز العنصرية لدى الإسرائيليين ضد العرب، بتصوير رجل عربي بلباس أهل الخليج وهو يتصرف بطريقة عنيفة وغيرعقلانية ويستخدم أقذع الشتائم (باللغة العربية) لإبداء استيائه من السيارة.
والهدف في حد ذاته قد لايكون مثيراً للاستياء لولا الصيغة واللغة التي وضعا بها، فقد كان بإمكان الشركة أن توصل الرسالة دون سخرية بالعرب، إلا أن الشركة الإسرائيلية التي صممت الإعلان وضعته بطريقة تنضح بالعنصرية ضد العرب وترسخ صورة نمطية عنهم بعدم العقلانية واللجوء للعنف والشتائم المقذعة. وحسب مقالة في جريدة جيروسالم بوست عن الإعلان فإن الشركة تهدف إلى جعل السيارة أكثر السيارات مبيعاً في إسرائيل لأن الإعلان ربط بين شراء السيارة وكراهية العرب.
ومن يرغب الاطلاع على هذا الإعلان يستطيع الوصول إليه في يوتوب على العنوان التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=QnFHH6GvMOE&eurl ومن الغريب أنني لم أر إشارة إلى هذا الإعلان في وسائل الإعلام العربية، بل وجدتها في وسائل الإعلام الأجنبية. وقد يكون أحد الأسباب عدم رغبة وسائل الإعلام العربية في الإساءة إلى مبيعات شركة مرموقة ذات تأثير ووجود كبيرين في الأسواق العربية.